خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

بين فكيّ كماشه!

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. أحمد يعقوب المجدوبة

لا يُجادل اثنان في أن المنطقة العربية مُستهدفة من قبل قوى طامعة، من داخل الإقليم وخارجه. وهذا الاستهداف يُشكل تحدياً كبيراً وخطيراً.

بَيْدَ أن الاستهداف، على أهميته وخطورته، ليس مشكلة العالم العربي الوحيدة. فهنالك عوامل داخلية وإشكالات كثيرة، لا تقل أهمية وخطورة، تُكبّل إرادته وتُقوّض مُقوماته وتُحبط مخططاته.

العالم العربي بين فكيّ كمّاشة: استهداف من الخارج؛ وترهّل من الداخل.

الاستهداف تعود بداياته لعقود طويلة لا بل قرون، عندما أصبح العالم العربي مطمعاً ثم فريسة للقوى الاستعمارية، والتي أتت مختبئة وراء ذرائع واهية كثيرة.

ولقد استغلت هذه القوى المنطقة العربية اقتصادياً وجغرافياً وبشرياً أبشع استغلال، كما استغلت أجزاء أخرى من العالم، وأورثتها إشكالات سياسية وديمغرافية واجتماعية مزّقت وحدتها وسلبتها إرادتها وهمّشت مكاناتها.

وأطماع تلك القوى، والتي هي اقتصادية وسياسية بالدرجة الأولى، أضحت معروفة؛ وشهدنا آثارها المدمرة جلية واضحة عبر العقد الأخير مُجسّدة في تفكك وخراب عدّة دول. ونشهدها اليوم بأبشع صورها.

بموازاة ذلك، هنالك عدّة تحديات وإشكالات، في كل دولة عربية على حدة وعبر المنطقة العربية، قد يكون بعضها نتيجة حتمية للاستهداف، لكن جُلّها لا علاقة له بذلك؛ فقد ولد وتفاقم ورُحِّل من عقد إلى عقد بسبب عدم كفاءتنا في التعامل معه.

من ذلك التحديات الاقتصادية والسياسية والتكنولوجية المعروفة؛ والأهم التربوية والاجتماعية والثقافية، والتي لا نُكرّس لها سوى الكلام العام.

أجزم أن مشكلتنا الأساسية، على الأبعاد الاقتصادية والسياسية والتكنولوجية والتربوية والاجتماعية والثقافية، تكمن في الإدارة.

لدينا، دول عربية منفردة ومجتمعة، مقوماتٌ اقتصادية وسياحية وجغرافية ومناخية وبشرية هائلة، إضافة إلى الموارد الطبيعية المهمة.

لكنّ مشكلتنا الأساس تكمن في إدارتها بما يعود علينا بالنفع. عيوبنا كثيرة لا ريب، مثلما مزايانا، لكن أهمّها في تقديرنا إخفاقنا الإداري. لم يُطوّر العالم العربي سياسات وآليات لاختيار الأطقم الأفضل والأكفأ لتولي إدارة أمور المؤسسات والهيئات الحيوية، كما لم يُطور سياسات وآليات لرفع كفاءة من لا كفاءة لديهم.

وآثار ذلك واضحة.

الحديث ذو شجون، لكن المهم في الأمر نقطتان:

أولاهما أننا مستهدفون ولا جدال في ذلك؛ ومن يستهدفوننا يتّسمون بشراسة لا محدودة، وغايتهم استغلالنا، وإن حال وجودنا بينهم وبينن مبتغياتهم، لا يترددون في مَحوِنا.

ثانيتهما أننا إذا أردنا مواجهة الاستهداف والتخلص منه، فلا أمل لنا إذا لم نُصفّر إشكالاتنا الداخلية ونقضي على ترهّلنا ونُحدث نهضة في الميادين المختلفة، اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وتربوياُ، وذلك من خلال إيلائنا الأهمية الكبرى لموضوع الإدارة، على مستوى كل دولة على حدة وعلى المستوى الجمعي، لنشكلّ كتلة عربية قوية اقتصادياً وسياسياً، متفاهمة تفاهماً تاماً فيما بينها ومُتمتّعة بعلاقات احترام وتعاون وندّية مع الآخرين.

لا بل إن تصفيرنا لمشاكلنا وتطويرنا لذواتنا ووقوفنا على أرجلنا في المرحلة الحالية لهو ضرب من المقاومة؛ إنّه أساس بقائنا ونهضتنا.

نحن بين فكّي كماشة؛ وجزءٌ من خلاصنا، ونخمّن أنه الجزء الأهم، بأيدينا نحن.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF